المحاضرة الأولى
علم الاقتصاد والمشكلة
الاقتصادية
علم الاقتصاد " علم اجتماعي
“ يبحث الاستخدامات المتعددة
للموارد لإنتاج السلع وتوزيعها للاستهلاك بين أفراد المجتمع وبين الحاضر والمستقبل
.
E
ويركز هذا التعريف على عنصرين :
1.
أن الاقتصاد علم لأنه يستخدم نفس أساليب فروع
المعرفة الأخرى التي تسمى علوما .
2.
أن الاقتصاد له طابع اجتماعي ، لأنه ينصب على دراسة سلوك الفرد _ سواء
كان مستهلكا أ و منتجا _ في إطار علاقاته بباقي أفراد المجتمع .
E
المشكلة الاقتصادية
:
الحاجة إلى علم الاقتصاد ترجع إلى حتمية مواجهة
الإنسان – في أي زمان وفى أي مكان – لما يسمى المشكلة الاقتصادية .
E
ويرجع ظهور هذه المشكلة إلى حقيقتين : -
1.
تعدد الحاجات الإنسانية
: ويقصد بالتعدد كثرة هذه الحاجات وتنوعها
واختلافها
باختلاف الزمان والمكان ، وكذلك تجددها
وتزايدها مع مرور الزمن ، ومع تطور المدنية ، ومع تغير العادات الاجتماعية .
2.
الندرة النسبية للموارد
: فالموارد دائما نادرة لأنها تقارن بالحاجة إليها .. ولذلك فهذه الندرة هي ندرة
نسبية .
وبسبب حقيقتي الندرة
والتعدد سابقتي الذكر ، يصبح من المنطقي أن يعمد الفرد الى التفكير قبل اتخاذ قرار
باستخدام موارده لإشباع أي من رغباته .
?
ويعنى هذا
التفكير :
المفاضلة بين الحاجات
من حيث أهميتها وإلحاحها لكي يقرر بعد ذلك
ترتيب أولوياتها ثم يبحث كيفية استغلال موارده ، حيث يقرر تفضيل طريقة معينة تعنى
استخدام كم ونوع معين من الموارد .
?
البعد
الاجتماعي للمشكلة الاقتصادية :
اذا كان من غير المحتمل
أن نجد فردا لا يواجه المشكلة الاقتصادية ، فكذلك ليس من الطييعى أن نجد فردا
يواجهها في عزلة عن المجتمع .
فكل فرد يسعى لمبادلة
الفائض من السلعة التي ينتجها مع وحدات سلع أخرى من فوائض انتاج الأفراد الآخرين .
وبذلك يحصل الجميع في نهاية الأمر على احتياجاتهم من كافة السلع التي ينتجونها
جميعا .
وكلما زاد التخصص _ وبالتالي تقسيم العمل بين أفراد
المجتمع – زاد كسبهم ككل ، ممثلا في استغلالهم لمواردهم بالطريقة التي تحقق أفضل
إشباع لحاجاتهم .
تقسيمات السلع والخدمات
للسلع والخدمات خصائص أساسية متميزة ، يفيد الإلمام
بها في إدراك دورها في الحياة الاقتصادية للإنسان . وتتضح هذه الخصائص من خلال
التقسيمات المختلفة للسلع ، على النحو التالي :
التقسيم الأولى
سلع الاستهلاك الفردي
وسلع الاستهلاك الجماعي
1 – سلع الاستهلاك الفردي :
وهذه يستطيع المشروع الخاص أن ينتجها وأن يحقق ربحا
من وراء ذلك . وهذه المجموعة تشمل عددا لا حصر له من السلع الفردية والخدمات
الشخصية ، والتي يقوم المنتجون ببيعها في السوق في شكل وحدات متميزة ، مقابل أثمان
نقدية محددة لكل وحدة منها .
2 – سلع الاستهلاك الجماعي :
وهذا النوع لا ينتجه المشروع الخاص ، لأن
إمكانياته تقصر عن ذلك عادة وحتى لو أمكن
للمشروع الخاص أن يوفر هذه الإمكانيات ، فهو لا يقبل على إنتاجها لأنه لا يستطيع أن يحقق ربحا من وراء ذلك .
التقسيم الثانى
السلع
الاستهلاكية والسلع الاستثمارية
1 – السلع الاستهلاكية :
وهى التي يترتب على استعمالها إشباع مباشر لحاجة
الفرد . وهذه المجموعة يمكن تقسيمها إلى مجموعات فرعية وعلى أسس مختلفة :
1-
فعلى أساس عمر السلعة ، هناك السلع
الاستهلاكية المعمرة ، والسلع الاستهلاكية غير المعمرة :
أ – السلع الاستهلاكية المعمرة :
وهى تؤدى للمستهلك خدمات مباشرة ، ولا يستهلكها مرة
واحدة ، وإنما على مدى فترة زمنية معينة . ومن أمثلة ذلك الثلاجة ، والسيارة ,
وجهاز التليفزيون .. الخ
ب – السلع الاستهلاكية غير
المعمرة :
ويترتب على استعمالها إشباع مباشر لحاجة الفرد ،
وتستهلك عادة في استخدام واحد . ومن أمثلتها : الطعام ، الدواء ، تذكرة الطائرة أو
تذكرة المسرح ... الخ .
2-
وعلى
أساس علاقة السلعة بمستوى دخل الفرد ، هناك سلع استهلاكية كمالية ، وأخرى ضرورية :
أ – السلع الكمالية :
وهى التي يرى غالبية الأفراد في مجتمع ما – في وقت
ما – أن الحاجة اليها على أدنى درجة من الإلحاح .
ب – السلع الضرورية :
وهى السلع التي تشبع حاجات الإنسان ، كالحاجة مثلا
إلى الأنواع الأساسية من الطعام حيث لابد وأن يستهلك منها الفرد كمية موجبة حتى
ولو كان دخله صفرا ، لأنه لا يستطيع الحياة بدونها . ولذلك فإذا كانت الكمية من
هذه السلعة التي يستطيع الفرد شراءها بدخله لا تكفى لإشباع حاجته ( البيولوجية )
إليها ، فان أي زيادة في دخله ستجعله يزيد من إنفاقه عليها .... وهكذا حتى يصل
استهلاكه منها الى نقطة التشبع الكامل . وهنا لن تدفعه أى زيادة في دخله إلى شراء
المزيد منها ، وسوف يوجه هذه الزيادة إلى اقتناء سلع أخرى .
3-
وعلى
أساس مستوى جودة السلعة ، هناك سلع استهلاكية " عادية " وسلع استهلاكية
" دنيا " :
أ – السلع الاستهلاكية العادية :
وهى السلع التي لا يملى استهلاكها حاجة بيولوجية ،
كما في حالة السلع الضرورية . ولذلك فان الفرد لن يستهلك كمية موجبة من السلعة
العادية عندما يكون دخله صفرا . ومن ناحية أخرى ، فانه مع استمرار ارتفاع مستوى
دخل الفرد يستمر في زيادة الكمية التي يستهلكها منها ( وان كان معدل الزيادة هذا يقل
مع الارتفاع المتزايد في الدخل ) .
ب - السلع الدنيا :
وهى سلع تشبع أيضا حاجات إنسانية مباشرة ، ولكنها
على درجة منخفضة من الجودة ( مقارنة بأنواع أخرى من السلعة نفسها ) ، تجعل سعرها
منخفضا نسبيا مما يجعلها في متناول ذوى الدخول المنخفضة . مثال ذلك الأقمشة
الشعبية ، أو تذاكر الدرجة الثالثة بالقطار ... الخ .
2 – السلع الاستثمارية :
وهذه تنتج أيضا لإشباع حاجات إنسانية ، ولكن – على
عكس السلع الاستهلاكية – بطريق غير مباشر .
التقسيم الثالث
السلع المتنافسة والسلع
المتكاملة :
ويقوم هذا التقسيم على أساس علاقة السلع ببعضها
البعض ، من حيث إشباع الحاجة إليها :
1 – السلع المتنافسة :
وتسمى أيضا " السلع البديلة " . وتكون
السلعتان (س) ، (ص) متنافستين ( أو بديلتين ) إذا كانت الزيادة في استهلاك أحداهما
تؤدى إلى نقص استهلاك الأخرى . مثال ذلك الشاي والقهوة ، الأقمشة القطنية والأقمشة
الحريرية ، والتاكسي والأتوبيس .
2 – السلع المتكاملة :
وهى التي
تؤدى زيادة الاستهلاك من أحداهما إلى زيادة مقابلة في استهلاك الأخرى .
فالسلعتان في هذه الحالة تستهلكان كوحدة واحدة . ومثال ذلك الشاي والسكر ، والكهرباء والأدوات الكهربائية ، والشوكة والسكين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق