السبت، 1 مارس 2014

سلسلة علوم الادارة ومحاضرات الاقتصاد



المحاضرة الثانية

     

    عناصر الإنتاج
يعرف الاقتصاديون العوامل التي يستخدمها الإنسان لإنتاج حاجاته من السلع والخدمات بأنها عناصر الإنتاج ، والتي تنقسم إلى أربعة :
1.                عنصر الطبيعة ( الأرض ) .
2.                عنصر العمل .
3.                عنصر رأس المال.
4.                عنصر التنظيم .
وفيما يلى تتناول كلا منها بالتفصيل :
Û               عنصر الأرض              :
منذ المراحل الأولى لتطور الفكر الاقتصادي كانت "الأرض" هي أول عناصر الإنتاج التي اهتم بها الاقتصاديون ، وذلك باعتبارها عاملا أساسيا يحدد إمكانيات إنتاج السلع والخدمات .

وكلمة  "الأرض " لا يقصد بها فقط سطحها المادي الذي يعيش عليه الإنسان ، ولكن أيضا كافة الموارد التي وهبتها له الطبيعة والتي لا يمكن أن ينتجها .
عموما ، هناك عوامل تحكم مدى كفاية الموارد الطبيعة لحاجة الإنسان إليها لإنجاز نشاطه الانتاجى ، وهى : -
1)          ثبات معالم الطبيعة الأساسية       :
فالبيئة في كل مجتمع على حدة لها خصائص أساسية محددة لا خيار للفرد فيها ، فهي قد تتميز بأرض خصبة صالحة للزراعة ، أو قد تكون غنية بالمعادن اللازمة لنشأة الصناعات ... الخ ، والنقطة الجوهرية هنــا هـي أن الإنـسان لـيس لـه خيار فتحديد ما تحتوى عليه البيئة المحيطة به من موارد . كذلك فهو لا يستطيع تكييف هذه الموارد بنفس السهولة التي يكيف بها مهارات العمال  أو التي يغير بها أدوات الإنتاج مثلا .
2)        أثر المعرفة في كفاية الموارد        :
رغم أن المعالم الأساسية للبيئة محددة  فان توافر الموارد للإنتاج يتوقف على علم الإنسان بها وأيضا وقدرته على استخدامها .
3)        استنفاد الموارد تماما                 :
كما يمكن زيادة الموارد عن طريق المعرفة    والتقدم العلمي ، فهي أيضا عرضة للنقصان ، ولكن بدرجات متفاوتة  فالبعض لا يبلى بالاستعمال ، مثل أرض البناء، والبعض معرض للاستنفاد ولكن يمكن الحفاظ عليه بإتباع القواعد السليمة في استخدامه.
4)         تعويض النقص في الموارد من خلال التجارة الخارجية:
 إن وسائل المواصلات عامل هام محدد للكمية المتاحة من الموارد الطبيعية . وهناك من الدول أو المناطق ما لا يقتصر في استخدامها للموارد على ما تشتمل عليه مساحتها الجغرافية فقط . فعن طريق التجارة يمكن أن تعتمد الدولة على موارد دول أخرى ، مما يحقق فائدة متبادلة لطرفي التبادل .
Û                   عنصر العمل :
والعنصر البشرى ، على عكس العناصر الإنتاجية الأخرى ، ليس مجرد أداة من أدوات النشاط الاقتصادي ، فهو يمتاز على غيره من عناصر الإنتاج ، بأن وجوده ذاته هو الذى يخلق المبرر لهذا النشاط .
Û                   الحجم الأمثل للسكان :
كانت نظرية " مالتس " تشد الانتباه إلى الوضع الذي يكون فيه عدد السكان في مجتمع ما غير متناسب مع الموارد. غير أنها – كنظرية لدراسة السكان والموارد – تعتبر قاصرة من ناحيتين : فهي أولا ، تقتصر على الإشارة إلى علاقة واحدة وهى علاقة السكان بالمواد الغذائية . وهى ثانيا ، لا تهتم إلا بنوع واحد من عدم التناسب ، وهو الحالة التي يزيد فيها حجم السكان زيادة كبيرة عن أي احتمال ممكن لزيادة حجم المواد الغذائية.
ولكن الواقع أن دراسة حجم السكان في مجتمع ما ، يجب أن تقترن بدراسة ما لديه من ثروة معدنية ، وأرض زراعية ، وغير ذلك من الموارد التي يمكن استغلالها . فمن الممكن أن يكون حجم السكان صغيرا . وحجم الموارد كبيرا ، وأن تكون النتيجة عجز السكان  عن استغلال الموارد استغلالا يسمح بالحصول على أعلى ناتج متوسط الفرد . كما يمكن أن يكون حجم السكان كبيرا ، وحجم الموارد صغيرا ، وأن تكون النتيجة ضغطا شديدا على الموارد ، بما يؤدى إلى انخفاض الناتج المتوسط للفرد . أي أن عدم التناسب بين حجم السكان ، وحجم الموارد ، يمكن أن  يتخذ أحدى صورتين :
أ‌)                         أن يكون عدد السكان _ بالنسبة للموارد _ أقل مما يتطلبه أفضل استغلال لها ويترتب على ذلك ، أن الناتج المتوسط للفرد لايصل إلى أقصى ما يمكن أن يكون عليه  لو توفر استغلال أفضل لزيادة عدد السكان .
ب‌)                    أن يكون عدد السكان – بالنسبة للموارد – أكبر مما يتطلبه أفضل استغلال . ويترتب على ذلك أن الناتج المتوسط للفرد يصبح أقل مما يمكن أن يكون عليه لو قل عدد السكان .


والحالة الأولى تسمى حالة خفة السكان . وتسمى الثانية حالة كثافة السكان . وبين هذين الوضعين يوجد احتمال وسط ، وهو حجم السكان الذي يستطيع – باستغلال الموارد – أن يحقق أقصى ناتج متوسط للفرد .  وهذا ما يسمى "  الحجم الأمثل للسكان ".
     وعلى ذلك يمكن تعريف " الحجم الأمثل للسكان " في دولة ما بأنه :
ذلك العدد من الأفراد الذي يؤدى بجهوده – مستخدما الموارد المتاحة ومستوى الفن الانتاجى السائد – الى تحقيق أعلى مستوى ممكن للناتج المتوسط .
Û                   عنصر رأس المال :
يمكن تمييز رأس المال عن عنصري الإنتاج السابقين ( الطبيعة والعمل ) بتعريفه بأنه :
ذلك العنصر الذي ينتجه الإنسان ليساعده في العملية الإنتاجية ، متمثلا في الأنواع المختلفة من الآلات والمعدات والسلع التي يصنعها لهذا الغرض .

أنواع رأس المال :
وفى حديثنا عن رأس المال كعامل انتاجى له دوره الجوهري في تحديد مقدرة المجتمع على الإنتاج ، يمكننا التفرقة بين نوعين رئيسيين من رؤؤس الأموال :
1)             رأس المال الثابت :
وهو السلع والمعدات والالآت والمنشات التي تعطى خدماتها على مدى فترة طويلة من الزمن .
2)             رأس المال  المتداول :
إلى جانب حاجة المنتج إلى رأسمال ثابت في شكل آلات ومعدات ومنشآت ، يحتاج أيضا إلى كميات وفيرة من المواد الخام ، والوقود ، وقطع الغيار . كذلك – طالما أن عملية الإنتاج مستمرة – لابد وأن يكون لديه في أي لحظة قدر كبير  من السلع " غير تامة الصنع " ، والتى في طريقها نحو الخطوات النهائية للإنتاج . هذه الأنواع المختلفة ، من المواد والسلع ، هى ما يطلق عليه اسم " رأس المال المتداول " .
Û                   عنصر التنظيم :
التنظيم والعمل :
ولكن هناك نوعا أخر من  العمل ، يختلف عن النوع السابق اختلافا جوهريا وهو الذي يقوم به المنظم  أو " رب العمل " الذي يتحمل مخاطر في إنشائه وقيادته للمشروع ، يترتب عليها عدم ضمانه عائدا ثابتا ( هو الربح ) ، وإنما عائدا يتذبذب بـين الارتـفاع والانخـفاض ،  بـما في ذلك احتمالات الانخـفاض الى حـد تحقـــيق   " خسارة " .
فالتفرقة إذن بين نوعى العنصر الانسانى أساسها الاختلاف في طبيعة العمل الذي يقوم به كل منهما ، فالأول لاينطوى على أى نوع من المخاطرة ، بينما بنطوى النوع الثانى أساسا على التعامل في ظروفها . وهذا ينعكس على العائد الذى يحصل عليه الفرد في كل من الحالتين . ففي الحالة الأولى يتقاضى " العامل " ، على فترات زمنية منتظمة ، أجرا محددا مضمونا بعقد عمل . أما في الحالة الثانية  فعائد " المنظم " ، ليس من وسيلة لضمان استقراره بين فترة زمنية وأخرى عند مستوى محدد " مرغوب فيه " . ولذلك فهو يتراوح بين القيمة الموجبة ( الربح ) والصفر والقيمة السالبة ( الخسارة ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق