المحاضرة الثانية
عناصر الإنتاج
يعرف الاقتصاديون العوامل التي يستخدمها الإنسان لإنتاج
حاجاته من السلع والخدمات بأنها عناصر الإنتاج ، والتي تنقسم إلى أربعة :
1.
عنصر الطبيعة ( الأرض ) .
2.
عنصر العمل .
3.
عنصر رأس المال.
4.
عنصر التنظيم .
وفيما يلى تتناول كلا منها بالتفصيل :
Û
عنصر الأرض :
منذ المراحل الأولى لتطور الفكر الاقتصادي
كانت "الأرض" هي أول عناصر الإنتاج التي اهتم بها الاقتصاديون ، وذلك
باعتبارها عاملا أساسيا يحدد إمكانيات إنتاج السلع والخدمات .
وكلمة
"الأرض " لا يقصد بها فقط سطحها المادي الذي يعيش عليه الإنسان ،
ولكن أيضا كافة الموارد التي وهبتها له الطبيعة والتي لا يمكن أن ينتجها .
عموما ، هناك عوامل تحكم مدى كفاية الموارد الطبيعة لحاجة
الإنسان إليها لإنجاز نشاطه الانتاجى ، وهى : -
1)
ثبات معالم
الطبيعة الأساسية :
فالبيئة في كل مجتمع على حدة لها خصائص أساسية محددة لا خيار
للفرد فيها ، فهي قد تتميز بأرض خصبة صالحة للزراعة ، أو قد تكون غنية بالمعادن
اللازمة لنشأة الصناعات ... الخ ، والنقطة الجوهرية هنــا هـي أن الإنـسان لـيس
لـه خيار فتحديد ما تحتوى عليه البيئة المحيطة به من موارد . كذلك فهو لا يستطيع
تكييف هذه الموارد بنفس السهولة التي يكيف بها مهارات العمال أو التي يغير بها أدوات الإنتاج مثلا .
2)
أثر المعرفة في
كفاية الموارد :
رغم أن المعالم الأساسية للبيئة محددة فان توافر الموارد للإنتاج يتوقف على علم
الإنسان بها وأيضا وقدرته على استخدامها .
3)
استنفاد الموارد
تماما :
كما يمكن زيادة الموارد عن طريق المعرفة والتقدم العلمي ، فهي أيضا عرضة للنقصان ،
ولكن بدرجات متفاوتة فالبعض لا يبلى
بالاستعمال ، مثل أرض البناء، والبعض معرض للاستنفاد ولكن يمكن الحفاظ عليه بإتباع
القواعد السليمة في استخدامه.
4)
تعويض النقص في
الموارد من خلال التجارة الخارجية:
إن وسائل المواصلات عامل هام محدد للكمية
المتاحة من الموارد الطبيعية . وهناك من الدول أو المناطق ما لا يقتصر في
استخدامها للموارد على ما تشتمل عليه مساحتها الجغرافية فقط . فعن طريق التجارة
يمكن أن تعتمد الدولة على موارد دول أخرى ، مما يحقق فائدة متبادلة لطرفي التبادل
.
Û
عنصر العمل :
والعنصر البشرى ، على عكس العناصر الإنتاجية
الأخرى ، ليس مجرد أداة من أدوات النشاط الاقتصادي ، فهو يمتاز على غيره من عناصر
الإنتاج ، بأن وجوده ذاته هو الذى يخلق المبرر لهذا النشاط .
Û
الحجم الأمثل للسكان :
كانت نظرية " مالتس " تشد الانتباه
إلى الوضع الذي يكون فيه عدد السكان في مجتمع ما غير متناسب مع الموارد. غير أنها
– كنظرية لدراسة السكان والموارد – تعتبر قاصرة من ناحيتين : فهي أولا ، تقتصر على
الإشارة إلى علاقة واحدة وهى علاقة السكان بالمواد الغذائية . وهى ثانيا ، لا تهتم
إلا بنوع واحد من عدم التناسب ، وهو الحالة التي يزيد فيها حجم السكان زيادة كبيرة
عن أي احتمال ممكن لزيادة حجم المواد الغذائية.
ولكن الواقع أن دراسة حجم السكان في مجتمع ما
، يجب أن تقترن بدراسة ما لديه من ثروة معدنية ، وأرض زراعية ، وغير ذلك من
الموارد التي يمكن استغلالها . فمن الممكن أن يكون حجم السكان صغيرا . وحجم
الموارد كبيرا ، وأن تكون النتيجة عجز السكان
عن استغلال الموارد استغلالا يسمح بالحصول على أعلى ناتج متوسط الفرد . كما
يمكن أن يكون حجم السكان كبيرا ، وحجم الموارد صغيرا ، وأن تكون النتيجة ضغطا
شديدا على الموارد ، بما يؤدى إلى انخفاض الناتج المتوسط للفرد . أي أن عدم
التناسب بين حجم السكان ، وحجم الموارد ، يمكن أن
يتخذ أحدى صورتين :
أ)
أن يكون عدد السكان _ بالنسبة للموارد
_ أقل مما يتطلبه أفضل استغلال لها ويترتب على ذلك ، أن الناتج المتوسط للفرد
لايصل إلى أقصى ما يمكن أن يكون عليه لو
توفر استغلال أفضل لزيادة عدد السكان .
ب)
أن يكون عدد السكان – بالنسبة للموارد
– أكبر مما يتطلبه أفضل استغلال . ويترتب على ذلك أن الناتج المتوسط للفرد يصبح
أقل مما يمكن أن يكون عليه لو قل عدد السكان .
والحالة الأولى تسمى حالة خفة السكان . وتسمى
الثانية حالة كثافة السكان . وبين هذين الوضعين يوجد احتمال وسط ، وهو حجم السكان
الذي يستطيع – باستغلال الموارد – أن يحقق أقصى ناتج متوسط للفرد . وهذا ما يسمى " الحجم الأمثل للسكان ".
وعلى
ذلك يمكن تعريف " الحجم الأمثل للسكان " في دولة ما بأنه :
ذلك العدد من الأفراد الذي يؤدى بجهوده –
مستخدما الموارد المتاحة ومستوى الفن الانتاجى السائد – الى تحقيق أعلى مستوى ممكن
للناتج المتوسط .
Û
عنصر رأس المال :
يمكن تمييز رأس المال عن عنصري الإنتاج
السابقين ( الطبيعة والعمل ) بتعريفه بأنه :
ذلك العنصر الذي ينتجه الإنسان ليساعده في
العملية الإنتاجية ، متمثلا في الأنواع المختلفة من الآلات والمعدات والسلع التي
يصنعها لهذا الغرض .
أنواع رأس المال :
وفى حديثنا عن رأس المال كعامل
انتاجى له دوره الجوهري في تحديد مقدرة المجتمع على الإنتاج ، يمكننا التفرقة بين
نوعين رئيسيين من رؤؤس الأموال :
1)
رأس المال الثابت :
وهو السلع والمعدات والالآت والمنشات التي
تعطى خدماتها على مدى فترة طويلة من الزمن .
2)
رأس المال المتداول :
إلى جانب حاجة المنتج إلى رأسمال ثابت في شكل
آلات ومعدات ومنشآت ، يحتاج أيضا إلى كميات وفيرة من المواد الخام ، والوقود ،
وقطع الغيار . كذلك – طالما أن عملية الإنتاج مستمرة – لابد وأن يكون لديه في أي
لحظة قدر كبير من السلع " غير تامة
الصنع " ، والتى في طريقها نحو الخطوات النهائية للإنتاج . هذه الأنواع
المختلفة ، من المواد والسلع ، هى ما يطلق عليه اسم " رأس المال المتداول
" .
Û
عنصر التنظيم :
التنظيم والعمل :
ولكن هناك نوعا أخر من العمل ، يختلف عن النوع السابق اختلافا جوهريا
وهو الذي يقوم به المنظم أو " رب
العمل " الذي يتحمل مخاطر في إنشائه وقيادته للمشروع ، يترتب عليها عدم ضمانه
عائدا ثابتا ( هو الربح ) ، وإنما عائدا يتذبذب بـين الارتـفاع والانخـفاض ، بـما في ذلك احتمالات الانخـفاض الى حـد
تحقـــيق " خسارة " .
فالتفرقة إذن بين نوعى العنصر الانسانى
أساسها الاختلاف في طبيعة العمل الذي يقوم به كل منهما ، فالأول لاينطوى على أى
نوع من المخاطرة ، بينما بنطوى النوع الثانى أساسا على التعامل في ظروفها . وهذا ينعكس
على العائد الذى يحصل عليه الفرد في كل من الحالتين . ففي الحالة الأولى يتقاضى
" العامل " ، على فترات زمنية منتظمة ، أجرا محددا مضمونا بعقد عمل .
أما في الحالة الثانية فعائد "
المنظم " ، ليس من وسيلة لضمان استقراره بين فترة زمنية وأخرى عند مستوى محدد
" مرغوب فيه " . ولذلك فهو يتراوح بين القيمة الموجبة ( الربح ) والصفر
والقيمة السالبة ( الخسارة ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق